في تأويل رؤيا الموت و الأموات و المقابر و الأكفان و ما يتصل به من البكاء و النوح و غير ذلك
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 285 نقاط : 636 تاريخ التسجيل : 23/03/2010 الموقع : الجزائر
موضوع: في تأويل رؤيا الموت و الأموات و المقابر و الأكفان و ما يتصل به من البكاء و النوح و غير ذلك الأحد أبريل 04, 2010 12:01 am
في تأويل رؤيا الموت و الأموات و المقابر و الأكفان و ما يتصل به من البكاء و النوح و غير ذلك
أخبرنا الوليد بن أحمد الزوزني، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال : أخبرنا محمد بن يحي الواسطي، قال حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني، عن يحي بسام، قال: حدثني عمر بن صبيح السعدي قال : رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي، و عليه ثياب خضر، و على رأسه إكليل من لؤلؤ، فقلت: أبا محمد كيف كنت بعدي؟ و كيف وجدت طعم الموت؟ و كيف رأيت الله وارت منا كل عيب، و ما نلناها إلا بفضله عز وجل قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: الموت في الرؤيا ندامة من أمر عظيم، فمن رأى أنه مات ثم عاش، فإنه يذنب ذنبا ثم يتوب، لقوله تعالى ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا ) غافر 11 . و من مات من غير مرض و لا هيئة من يموت، فإنه عمره يطول. و من رأى كأنه يموت، فقد دنا أجله. و إن ظن صاحب الرؤيا في منامه أنه لا يموت أبدا، فإنه يقتل في سبيل الله عز وجل، و من رأى أنه مات، و رأى لموته مأتما و مجتمعا و غسلا و كفنا، سلمت دنياه و فسد دينه و من رأى أن الإمام مات، خربت البلدة. كما خراب البلدة دليل على موت الإمام. و من رأى ميتا معروفا، مات مرة أخرى و بكوا عليه من غير صياح و لا نياحة، فإنه يتزوج من عقبه إنسان، و يكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم و قيل: من رأى ميتا مات موتا جديدا، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت و أهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية. فإن رأى كأنه قد مات و لم ير هيئة الأموات و لا جهازهم، فإنه ينهدم من داره جدار أو بيت فإن كانت الرؤيا بحالها، و رأى كأنه دفن على هذه الحالة. من غير جهاز و لا بكاء، ولا شيع أحد جنازته، فإنه لا يعاد بناء ما إنهدم، إلا إذا صار في يد غيره و من رأى وقوع الموت الذريع في موضع، دل على وقوع الحريق هناك، فإن رأى كأنه مات و هو عريان على الأرض، فإنه يفتقر. فإن رأى كأنه على بساط، بسطت له الدنيا، أو على سرير نال رفعة، أو على فراش نال من أهله خيرا، فإن رأى كأنه وجد ميتا، فإنه يجد مالا. فإن غاب، فإنه يأتيه خبر بفساد دينه و صلاح دنياه. فإن رأى كأن ابنه مات، تخلص من عدوه، و إن رأى كأن ابنته ماتت، أيس من الفرج. فإن رأى كأن رجلا قال لرجل: إن فلان مات فجأة فإنه يصيب المنعي غم مفاجأة، و ربما مات فيه، فإن رأت حامل أنها ماتت و حملت و الناس يبكون عليها من غير رنة و لا نوح، فإنها تلد ابنا و تسر به، و قال بعضهم رؤيا العزب الموت دليل على التزويج، و موت المتزوج دليل على الطلاق، فإن بالموت تقع الفرقة و كذلك رؤيا أحد الشريكين موته دليل فرقة شريكه
النياحة
فمن رأى كأنه موضعا يناح فيه، وقع في ذلك الموضع تدبير شؤم يتفرق به عنه أصحابه, و قيل إن تأويل النوح الزمر، و تأويل الزمر النوح و أما البكاء: حكى عن ابن سيرين أنه قال: البكاء في النوم قرة عين، و إذا اقترن بالبكاء النوح و الرقص، فلم يحمد، فإن رأى كأنه مات إنسان يعرفه، و هو ينوح عليه و يعلن الرنة، فإنه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتا أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع. فإن رأى كأنهم ينوحون على وال قد مات، و يمزقون ثيابهم و ينفضون التراب على رؤوسهم، فإن ذلك الوالي يجور في سلطانه. فإن رأى كأن الوالي و هم يبكون خلف جنازته من غير صياح، فإنهم يرون من ذلك الوالي سرورا و من رأى كأنه بين قوم أموات، فهو بين أقوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرون بأمره قال الله تعالى فإنك لا تسمع الموتى ) الروم 52. و من رأى كأنه لقي معهم ميتا فإنه يموت على بدعة أو يسافر سفرا لا يرجع منه، و من رأى كأنه لقي معهم ميتا فإنه يموت على بدعة أو يسافر سفرا لا يرجع منه، و من رأى كأنه خالطهم أو لا مسهم، أصابه مكروه من قبل أراذل و حكي عن بعضهم أن من رأى كأنه يصاحب ميتا، فإنه يسافر سفرا بعيدا، يصيب فيه خيرا كثيرا. فإن حمل ميتا على عنقه، نال مالا و خيرا كثيرا، و إن أكل الميت طال عمره، و رؤية موت الوالي دليل على عزله، و سكر الميت لا خير فيه،
غسل الميت فمن رأى ميتا يغسل نفسه، فهو دليل على خروج عقبه من الهموم، و زيادة في مالهم. فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل دينه فساد و المغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم، و رجل شريف يتوب على يديه أقوام من المفسدين، فمن رأى كأنه على المغتسل، ارتفع أمره و خرج من الهموم. فإن رأى بعض الأموات يطلب من غسل ثيابه، فإن ذلك فقره إلى دعاء و صدقة، و قضاء دين، أو إرضاء خصم أو تنفيذ وصية. فإن رأى إنسانا غسل ثيابه، فإن ذلك خيرا يصل إلى الميت من الغاسل و أما الكفن فقد قيل: هو دليل الميل إلى الزنا، فإن رأى كأنه لم يتم لبسه، فإنه يدعى إلى الزنا فلا يجيب، و من رأى كأنه ملفوف في الكفن كما تلف الموتى، دلت رؤياه على موته، فإن لم يغط رأسه و رجليه فهو فساد دينه، و كلما كان الكفن على الميت أقل، فهو أقرب إلى التوبة، و ما كان أكثر فهو أبعد من التوبة. و من رأى كأن قوما مجهولين زينوه و ألبسوه ثيابا فاخرة، من غير سبب موجب لذلك من عيد أو عرس، و إنهم تركوه في بيت وحيدا، فذلك دليل موته، و الثياب الجدد البيض تجديد أمره و أما الحنوط فدليل التوبة للمفسد، و الفرج للمغموم، و الثناء الحسن، و من رأى ذلك كأنه استعان برجل يشتري له الحنوط، فإنه يستعين به في حسن محضر، و ذلك أن الحنوط يذهب نتن الميت
النعش
فمن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره، و كثر ماله، لأن أصله من الإنتعاش و من رأى كأنه على الجنازة فإنه يواخي إخوانا في الله تعالى؛ لقوله تعالى عز وجل إخوانا على سرر متقابلين ) الحجرات 47. و قال بعضهم: إن الجنازة رجل موفق يهلك على يديه قوم أردياء. فإن رأى كأنه موضوع على جنازة و ليس يحمله أحد فإنه يسجن. فإن رأى كأنه حمل على الجنازة فإنه يتبع ذا سلطان، و ينتفع منه بمال، فإن رأى كأنه رفع و وضع على الجنازة، و حمله الرجال على أكتافهم، فإنه ينال سلطانا و رفعة، و يذل أعناق الرجال و يتبعه في سلطانه بقدر من رأى من مشيعي جنازته فإن رأى أنهم بكوا خلف جنازته، حمدت عاقبة أمره، و كذلك إن أثنوا عليه، الجميل أو دعوا له. فإن رأى كأنهم ذموه و لم يبكوا عليه، لم تحمد عاقبته، فإن رأى كأنه اتبع جنازة، فإنه رأى كأنه اتبع جنازة، فإنه يتبع سلطان فاسد الدين. جنازة في سوق فإن ذلك نفاق ذلك السوق، فإن رأى كأن جنازة حملت إلى المقابر معروفة، فإنه حق يصل إلى أربابه، فإن رأى كأن جنازة تسير في الهواء، فإنه يموت رجل رفيع في غربة، أو رئيس أو عالم رفيع يعمى على الناس أمره، فإن رأى أنه على جنازة يسير على الأرض، فإنه يركب في سفينة فإن رأى جنائز كثيرة موضوعة في مكان، فإن أهل ذلك المكان يكثرون ارتكاب الفواحش، فإن رأت امرأة أنها ماتت و حملت على جنازة، فإن لم تكن ذات زوج تزوجت، و إن كانت ذات زوج فسد دينها. فإن رأى أنه حمل ميتا أصاب مالا حراما. فإن رأى أنه جر الميت على الأرض، اكتسب مالا حراما فإن رأى ميتا تعلق بفاسد، فإنه يصيد فارا، فإن رأى أنه نقل ميتا إلى المقابر فإنه يعمل بالحق. فإن رأى أنه نقل ميتا إلى السوق نال حاجة و ربحت تجارته و نفقت فإما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء فيه و الإستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولى ولاية من قبل السلطان المنافق. و من رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه الأموات و أما الدفن فمن رأى كأنه مات و دفن، فإنه يسافر سفرا بعيدا يصيب فيه مالا، لقوله تعالى ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ) عبس 21، 22
و من رأى كأنه دفن في قبر من غير موت، دلت رؤياه على أن دافنه يقهره أو يحبسه، فإن رأى أنه مات في القبر بعد ذلك، فإنه يموت في الهم، فإن لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس و الظلم. و قال بعضهم: من دفن فإن دينه يفسد. و إن رأى أنه خرج من القبر بعدما دفن، فإنه يرجى له التوبة، فإن رأى أنه حثي على رجل التراب أو سلمه إلى حفيرة القبر، فإنه يلقيه في هلكة، فإن رأى كأنه وضع في اللحد، فإنه ينال دارا، فإن سوي عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالا
القبور القبور المحفورة في الأصل، فقيل: هو السجن في التأويل، كما أن لون السجن القبر. فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر، فإنه يزور أهل السجن، فإن رأى أنه حفر قبرا على سطح، فإنه يعيش عيشا طويلا. و القبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين، و من رأى كأن القبور مطرت، نال أهلها الرحمة. فإن رأى قبرا في موضع مجهول، فإنه يخالط رجلا منافقا، و أما المقابر، المعروفة فإنها تدل على أمر حق و هو غافل عنه، فإن رأى كأنه يحفر لنفسه قبرا فإنه يبني لنفسه دارا. و إن رأى كأن قبر الميت حول إلى داره أو محله أو بلده، فإن عقبه يبنون هناك دارا. فإن رأى كأنه دخل قبرا من غير أن كان على جنازة اشترى دارا مفروغا منها. و من رأى كأنه قائم على قبر، فإنه يتعاطى ذنبا، لقوله تعالى: ( و لا تقم على قبره ) التوبة 84. فإن رأى رجلا موسرا في مقبرة يطوف حول القبور فيسلم عليها، فقيل إنه يصير مفلسا يسأل الناس الفساد، لأن المقبرة موضع المفاليس. فإن رأى ميتا كأنه حيا فإنه يصلح أمره بعد الفساد و يتعقب عسره يسره من حيث لا يحتسب، فإن رأى حيا كأنه ميت فإنه يعسر عليه أمره، ذلك لأن الحياة يسر و الموت عسر. فإن رأى الأموات مستبشرين، أو رآهم معرضين عنه، دل على سوء حاله عند الله، لقول النبي صلى الله عليه و سلم :" يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه " فإن رأى ميتا عرفه فأخبره أنه لم يمت، دل على صلاح حال الميت في الآخرة لقوله تعالى بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران 169. و كذلك لو رأى على الميت تاجا أو خواتيم، أو رآه قاعدا على سرير، و لو رأى على الميت ثيابا خضرا، دل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة، كما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة، فكذلك تدل على حسن عقبه في الدنيا. فإن رأى ميتا ضاحكا، فإنه مغفور له، لقوله تعالىوجوه يومئذ مسفرة. ضاحكة مستبشرة ) عبس 39،38. فإن رأى ميتا طلق الوجه لم يكلمه و لم يمسه، فإنه راض عنه لوصول بره إليه موته، فإن رآه معرضا عنه أو منازعا له، و كأنه يضربه، دل على أنه ارتكب معصية، و قيل: إن من رأى ميتا ضربه فإنه يقتضيه دينا فإن رأى الميت غنيا فوق غناه في حياته، فهو صلاح حاله في الآخرة. و إن رآه فقيرا فهو فقره إلى الحسنات. و إن رأى كأن الميت عريانا فهو خروجه من الدنيا عاريا من الخيرات، و قيل: و إن عري الميت راحته، فإن رأى أقواما معروفين قاموا من موضع لابسين ثيابا جددا مسرورين، فإنه يحيا لهم و تعقبهم أمور و يتجدد لهم إقبال و دولة، فإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة، فإنهم يفتقرون و يرتكبون الفواحش. فإن رأى في مقبرة معروفة قيام الأموات منها، فإن أهل ذلك الموضع تنالهم شدة و يظهر فيها المنافقون، و أما الكافر الميت إذا رؤى في أحسن حال و هيئة، دل ذلك على أنه لم يمت مسلما. و كذلك لو رأى أنه وجه الميت مسود لقوله تعالى فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ) آل عمران 106 فإن رأى كأن على الميت ثيابا وسخة أو كأنه مريض، فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه، و بين الله تعالى، خاصة دون الناس، و إن رأيت الميت مشغولا أو متعبا، فذلك شغله بما هو فيه، فإن رأى كأن جده و جدته حييا، فإن ذلك حياة الجد، و البخت. فإن رأى كأنه أمه قد حييت، أتاه الفرج من هم هو فيه، و كذلك إن رأى أباه حيي إلا أن رؤية الأب أقوى فإن رأى أن ابنا له قد حيي، ظهر له عدوا من حيث لا يحتسب، فإن رأى أن ابنة له ميته قد عاشت، أتاه الفرج و من رأى كأن أخا له ميتا قد عاش، فإنه يقوى من بعد ضعف، لقوله تعالى أشدد بع أزري ) طه 31. و من رأى أختا له ميتة قد عاشت، فإنه قدوم غائب له من سفر و سرور يأتيه، لقوله تعالى و قالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب ) القصص 11. فإن رأى خاله أو خالته قد عاشا، فإنه يعود إليه شيء قد خرج من يديه و من رأى كأنه أحيا ميتا، فإنه يسلم على يديه كافر أو يتوب فاسق، فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات، فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا و الأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهن و ثيابهن، فإن كانت ثيابهن بيضا فإنه أمور في الدين، و إن كانت حمرا فأمور في اللهو، فإن كانت سوداء ففي الغنى و التسؤدد، و إن كانت خلقانا فإنها أمور في فقر وهم، و إن كانت وسخة فإنها تدل على كسب الذنوب. فإن رأى ميتا كأنه نائم، فإن نومه راحته في الآخرة. فمن رأى كأنه نام في فراش مع ميت فإنه يطول عمره فإن رأى ميتا كأنه يصلي من غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها، أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه و تصدق به، فإن كان الميت واليا فإن عقبه ينالون مثل ولايته، فإن رأى كأنه يصلي في موضع كان يصلي فيه أيام حياته، دل ذلك على صلاح دينه عقب الميت من بعده، لأن الميت قد إنقطع عن العمل لنفسه، فإن رأى كان ميتا يصلي بالأحياء فإنه تقصر أعمار أولئك الأحياء، لأنهم اتبعوا الموتى، فإن رأى كأنه يتبع الميت رأى ميتا مسجد، دل على أمنه من العذاب، لأن المسجد أمن فإن رأى ميتا يشتكي رأسه، فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه. فإن كان يشتكي عنقه، فهو مسئول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته. فإن كان يشتكي يده فهو مسئول عن أخيه و أخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذبا. و إن كان يشتكي جنبه فهو مسؤول عن حق المرأة. فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد و الأقرباء و عن ماله، فإن رأى أنه يشتكي رجله، فهو مسؤول عن إنفاقه ماله من غير رضا الله. فإن رآه يشتكي فخذه، فهو مسؤول عن عشيرته و قطع رحمه، فمن رآه يشتكي ساقيه، فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل. و من رأى كأن ميتا ناداه من حيث لا يراه، فأجابه و خرج معه بحيث لا يقدر أن يمتنع منه، فإنه يموت في مثل مرض ذلك الميت الذي ناداه. أو في مثل سبب موته من هدم أو غرق أو فجأة. و كذلك لو رأى أنه تابع ميتا، فدخل معه دارا مجهولة ثم لم يخرج منها، فإنه يموت. فإن رأى كأن الميت يقول هل: أنت تموت وقت كذا، فقوله حق. فإن رأى كأنه اتبع ميتا و لم يدخل معه دارا أو دخل ثم انصرف، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو، فإن رأى كأنه يسافر مع ميت، فإنه يلتبس عليه أمره. فإن كان الميت أعطاه شيئا من محبوب الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يرجو. فإن كان الميت أعطاه قميصا جديدا أو نظيفا، فإنه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته، فإن رأى كأنه أعطاه طيلسانا، فإنه يصيب جاها مثل جاهه فإن أعطاه ثوبا خلقا، فإنه يفتقر
. فإن أعطاه ثوبا وسخا، فإنه يرتكب الفواحش. فإن أعطاه عسلا، نال غنيمة من حيث لا يرجو. و من رأى كأنه أعطاه بطيخا، أصابه هم لم يتوقعه فإن رأى الميت يعظه أو يعلمه علما، فإنه يصيبه صلاحا في دينه بقدر ذلك فإن رأى كأنه أعطى الميت كسوة لم ينشرها و لم يلبسها، فإنه ضرر في ماله أو مرض، لكنه يشفى. فإن رأى كأنه نزع كسوة كان يلبسها الميت، فخرجت الكسوة من ملك الحي، فإنه يموت و إن لم تخرج الكسوة من ملكه و نالها ليخيطها أو ليعملها لم يضره ذلك، و كل شيء يراه الحي كأنه أعطى الميت بطيخا فإنه يذهب همه من حيث لا يحتسب. و الثانية : إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته بعد موتها في منامه، فإنه يلزمه غرم و نفقة فإن رأى كأن ميتا سلم عليه دل على حسن حاله عند الله عز وجل. فإن رأى كأنه أخذه بيده، فإنه يقع في يده مال من وجه ميئوس منه، فإن رأى الميت كأنه عانقه معانقة مودة، طال عمره. فإن رأى كأنه عانقه معانقة ملازمة أو منازعة، فلا تحمد رؤياه. فإن رأى كأنه يكلم الميت، عاش طويلا، و تدل هذه الرؤيا على أن صاحبها يصالح قومه بعد منازعة، فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا، نال مالا من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتا معروفا، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله، نال من عقبه خيرا، فإن رأى ميتا مجهولا قبله فهو قبوله الخير من وضع لا يرجوه. فإن رأى كأن اشترى طعاما، فإنه يغلو أو يعز ذلك الطعام. فإن رأى كأن الأموات يبيعون طعاما أو متاعا، كسد ذلك الطعام
و المتاع. فإن وجد الحي بين الطعام إنسانا ميتا، أو فأرة ميتة، أو دابة ميتة، فإنه ينفسد ذلك الطعام و المتاع و إن رأى كأنه ينكح ميتا مجهولا في قبر، فإنه يزني. فإن رأى كأنه نكحه فأمنى، فأنه يخالط رجلا شريرا منافقا و يغرم عليه مالا. فإن رأى أنه ينكح ميتا معروفا، رجلا أو امرأة، فإنه يظفر بحاجة قد أيس منها، فإن رأى أنه نكح رجلا صديقا، أصاب عقبه من الفاعل خيرا، فإن كان المنكوح عدوا، فإن الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت. فإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى، فإن الناكح يصل المنكوح بصدقة أو دعاء، أو يصل إلى عقبه من خير، و قيل: إنه يقدم على حرام. فإن رأى كأن ميتا معروفا نكحه، أصابه نفع من عمله أو ماله، فإن رأى كأن امرأة ميتة حييت، فنكحها و أصابه من مائها، فإنه يظفر بحاجته، و ينفق فيها مالا بطيبة نفس منه، و ينال ولاية مستأنفة، و تجارة رابحة. فإن تزوج بامرأة ميته، و رأى أنها حية، و حولها إلى منزله، فإنه يعمل عملا يندم عليه، فإن وطئها و تلطخ من مائها، فإنه نادم من عمل في خسران و هم، تحمد عاقبته، و ينال خيرا بقدر ما أصابه، من مائها آخر الأمر فإن رأى كأنه تزوج بامرأة ميته، رأى أنها حية، و دخل بها و لم يمسها، لكنه تحول إلى دارها و استوطنها،دلت رؤياه على موته،و كذلك رؤياه المرأة. جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت، و الله أعلم، أنك إذا رأيت ميتا في منامك يعمل شيئا حسنا، فإنه يحثك على فعل ذلك، و إذا رأيته يعمل عملا سيئا، فإنه ينهاك عن فعله و يدلك على تركه،
و من رأى كأنه نبش عن قبر ميت، فإنه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته دينا و دنيا، ليسير بمثل سيرته، فإن رأى الميت حيا في قبره نال برا و حكمة و مالا حلالا. و أن وجد ميتا في قبره فلا يصفو ذلك المال. قال بعضهم: من رأى كأنه أتى قبرا، فنبش عنها، فوجدهم أحياءً أو أمواتاً، فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة و الله أعلم
في تأويل رؤيا الموت و الأموات و المقابر و الأكفان و ما يتصل به من البكاء و النوح و غير ذلك