نشأته
ولد القائد المسلم خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة (ويكنى بأبي سليمان ) في مكة. أبوه الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم وأحد أبرز أشراف قريش, كان شديد الثراء ورفيع النسب والمكانة, حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لاطعام الناس خاصة في مواسم الحج وعكاظ. سمي بريحانة قريش لأنه كان يكسو الكعبة عامآ وقريش أجمعها تكسوها عامآ.
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، لأب هو الوليد بن المغيرة الذي ورد ذكره في سورة المدثر في القران الكريم, وأمه هي لبابة بنت الحارث الهلالية، ويمتد نسب خالد بن الوليد إلى الجد السابع لـ محمد صلى الله عليه وسلم .
كان له ستة إخوة وأختان، نشأ معهم نشأة مترفة، وتعلم الفروسية منذ صغره مبدياً فيها براعة مميزة، جعلته يصبح أحد قادة فرسان قريش.
كان خالد بن الوليد مترددا في النظر للاسلام، وقد أسلم خالد بن الوليد بعدما أسلم اخوه الوليد بن الوليد, وحارب المسلمين في غزوتي أحد و الأحزاب ولم يحارب في بدر لأنه كان في بلاد الشام وقت وقوع الغزوة الأولى بين المسلمين و مشركي قريش ، غير أنه بدأ يميل إلى الإسلام وأسلم بعد صلح الحديبية، رغم أنه كان صاحب دور رئيسي في هزيمة المسلمين في غزوة أحد في نهاية الغزوة بعد ان قتل من بقي من الرماة المسلمين على جبل أحد و التف حول جيش المسلمين و طوقهم من الخلف و قام بهجوم ادى إلى ارتباك صفوف جيش المسلمين.
إسلامه
أسلم خالد في صفرللسنة الثامنة الهجرية، قبل فتح مكة بستة أشهر، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وذهب ليعلن إسلامه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم برفقة صاحبه عمرو بن العاص، وبدأ منذ ذلك الحين جهده وعمله الحثيث الكبير في نصرة الإسلام والمسلمين ونشر دين الله في الارض .
شارك خالد في أول غزواته في غزوة مؤته ضد الغساسنة و الروم وظهر نبوغه العسكري في هذه الغزوة و أنقذ جيش المسلمين و قام بخداع جيش الروم وإنسحب بجيش المسلمين في أروع خطة إنسحاب في التاريخ و عاد بهم إلى المدينة المنورة وفي هذه الغزوة سماه الرسول صلى الله عليه وسلم سيف الله. ولقد أمره الرسول صلى الله عليه و سلم على أحد الكتائب الاسلامية التي تحركت لفتح مكة واستعمله الرسول أيضا في سرية للقبض على اكيدر ملك دومة الجندل أثناء غزوة تبوك.
دوره في حروب الردة
قام خالد بن الوليد بدور كبير جدا في حروب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم وواجه بجيشه أقوى جيوش المرتدين وواجه المرأة سجاح مدعية النبوة و مالك بن نويرة الذي ساعدها و رد أموال الزكاة لمن دفعها بعد أن كان جمعها لتوريدها لبيت مال المسلمين و قد أقرت سجاح وأتباعها في ما فعلوه في من ثبت من أهل قبائلهم على الإسلام و نال مالك بن نويرة جزاء ما فعل و نفذ خالد بن الوليد ما أمره به الخليفة ابو بكر الصديق حيث قتل كل من قتل مسلما أو ساهم في قتل مسلم.
ثم قام بمواجهة مسيلمة الكذاب مدعي النبوة الذي امتلك أكبر جيوش المرتدين وهزمه في معركة اليمامة وهي من أكبر المعارك التى خاضها المسلمون مع المرتدين.
دوره في فتح بلاد فارس و العراق
قام خالد بن الوليد بدور جليل في تدمير امبراطورية فارس الكبرى و تدمير جيوشها و خاض بجيشه من خيرة الصحابة و عددهم ما يقرب من 18 الف مقاتل مسلم حق معارك طاحنه مع جيوش الفرس نذكر منها معركة كاظمه و الابله و المزار و اليس و الولجه و الانبار و عين التمر و قد ظهر من عبقرية خالد العسكرية الكثير في هذه المعارك الكبيرة و استخدم من اساليب القتال و تكتيكات فن الحرب الكثير و نفذ استراتيجيات و خطط عسكرية عظيمة جدا تدرس حتى الان في الكليات و المعاهد العسكرية.
دوره في فتح بلاد الروم و الشام
ارسله الخليفة ابو بكر الصديق لنجدة جيوش المسلمين في الشام بعد ان ثبت خالد بن الوليد اقدامه في العراق ، تحرك خالد بن الوليد وقطع صحراء السماوة و معه دليله رافع وجيشه ووصل في وقت قليل لنجدة المسلمين في بلاد الشام .
حين وصل إلى الشام ومعه تسعة آلاف وجد هناك جيوشا متعددة عند اليرموك وأقترح أن تجمع الجيوش في جيش واحد فأختاره القواد ليأمر الجيش فقام بتنظيمه وإعادة توزيعه قبل معركة اليرموك. قبيل المعركة توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر بن الخطاب الذي أرسل كتابا إلى أبو عبيدة بن الجراح يأمره بإمارة الجيش وعزل خالد لأن الناس فتنوا بخالد حتى ظنوا أن لا نصر بدون قيادته ولكن أبا عبيدة آثر أن يخفي الكتاب حتى إنتهاء المعركة وإستباب النصر تحت قيادة خالد.
وشارك خالد بعد ذلك في معارك الشام كمقاتل لا كقائد.
وفاته
توفي خالد في حمص وكان قد ولي عليها بعد فتح الشام، ومات ميتة طبيعية. وقد شهد خالد حوالى مائة معركة بعد إسلامه, قال على فراش الموت:
(ما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء )